الجمعة، 7 فبراير 2020

الدعاء هو العبادة.. عفيف طبارة

الدعاء من مستلزمات العبادة، إذ هو الصلة التي تربط بين الإنسان وخالقه. ولهذا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الدعاء هو العبادة). (أخرجه التزمذي).
والدعاء فطري في الإنسان، فهو يُشعرهُ بحنين إلى الله يجعله يلجأ إليه عند الشدائد، ويتضرع إليه في كشف السوء عنه، فهو ضعيف أمام أحداث الحياة لا يجد سنداً لضعفه غير الدعاء. لذلك أمر الله المؤمنين بالدعاء بقوله: (وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين). ففي هذه الآية وصفَ الله الدعاء بأنه عبادة يستحق من يستكبر عنه غضب الله.
والدعاء علاج نفسي لكثير من أمراض النفس؛ فالإنسان بطبيعته محتاج في حل مشكلاته إلى أن يفضي بدخيلة نفسه إلى صديق حميم يُخفف عنه بعض ما يشعر به من الهم والحُزن، وقد أجمع الأطباء النفسيون على أن علاج التوتر العصبي والآلام النفسية، إنما يتوقف إلى حدٍ كبير على الإفضاء بسبب التوتر ومنشأ القلق إلى صديق مخلص، إذ إن كتمانه يزيد في المرض. فإذا أفضى الإنسان المحزون إلى ربه ما يعانيه، وطلب منه ما يبتغيه؛ فإنهُ يشعر بطمأنينة ونفحة روحية تنشله مما هو فيه من الهم والضيق.
والدعاء الذي يطلبه الإسلام هو أن يكون في السراء كما يكون في الضراء؛ لأن ذلك أدعى للإنسان أن يكون على الدوام متذكراً ربه، مستجيباً لأوامره، محققاً معنى العبودية له، فإن الإنسان بطبيعته يلجأ إلى ربه عند الشدة ولكن ما إن يكشف الله عنه ما به من ضر، حتى ينسى الله ويغتر بقوته، فيؤدي به ذلك إلى الإعراض عن أوامر الله والإفساد في الأرض.
لهذا يجمل بالإنسان أن لا يعصي الله بعد أن أنقذه من الهلاك، بل ينبغي أن يجعل من ذلك الخطر الذي وقع فيه، حافزاً دائماً لعبادة الله وطاعته.
عفيف طبارة.. من كتابه (روح الدين الإسلامي)، بتصرف يسير.
08.02.2020
#الدعاء_هو_العبادة
#عفيف_طبارة
#كتاب_روح_الدين_الإسلامي