هل سبق أن تعاملت مع أُناسٍ يشكون من كل شيء؟ فحساؤهم شديد السخونة، وسريرهم شديد البرودة، وإجازتهم قصيرة جداً، وأجرهم بخسٌ جداً. وعندما تجلس جنباً إلى جنب معهم على مأدبة حافلة، وفيما تستمع أنت بكل لقمة، يعكفون على اطلاعك على كل عيب يشوب كل طبق من الأطباق المقدمة؟ إن هذا النوع من الناس لا يكن أي تقدير للحياة مهما تحسنت ظروفه؟
هل سمعت هذه القصة التي تحكي عن سيدة في الثانية والتسعين من عمرها، كانت في طريقها إلى الانتقال إلى دار المسنين، وطال انتظارها في ردهة الدار قبل أن تعلم أخيراً بأن غرفتها صارت جاهزة، وفيما تسير إلى غرفتها، وصفت لها مرافقتها الغرفة بالتفصيل، فقالت العجوز بحماس: "إنها تروق لي!". فأجابتها مرافقتها قائلة: "ولكنك لم تري الغرفة بعد! انتظري فحسب".
فردت العجوز: "لا علاقة لهذا بذاك، فالسعادة هي شيءٌ يستقر رأيك عليه مسبقاً، فإعجابي بالغرفة من كراهيتي لها لا يعود إلى طريقة ترتيب الأثاث، بل إلى الطريقة التي رتبت بها عقلي".
يقول (جون وودن): "إن الأمور تتطور للأفضل بالنسبة للأشخاص الذين يستغلون الطريقة التي تتطور بها الأمور". والبداية تأتي بالأمور الصغيرة، فإذا تعلمت كيفية تقدير هذه الأشياء، وأن تمتن لها؛ فسيمتد تقديرك إلى الأمور الكبيرة وإلى كل شيء ما بين الصغير والكبير.
جون سي. ماكسويل.. [كتاب (مختارات خالد)، للدكتور خالد المنيف].
نعيم الفارسي
05.08.2018
#السعادة_منظور
#جون_سي_ماكسويل
#كتاب_مختارات_خالد
#د_خالد_المنيف
#كتب_قراءة_نعيم_الفارسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق