الأحد، 22 سبتمبر 2019

كف عن الشكوى المستمرة.. ريتشارد كالسون

لا شك أنك تدرك جيداً عند الحديث مع الآخرين عن الأشياء التي مرت بك خلال يومك، تميل لذكر الأمور السلبية التي حدثت لك. وإذا سألك أحدهم: "كيف كان يومك؟" تقول: "لقد كان يوماً سيئاً". وإذا فصلت القول، فقد تذكر أنك لم تجد وقتاً كافياً لإتمام عملك، وتذكر الخلافات والمشكلات التي مرت بك، والأشخاص الأفظاظ الذين تعاملت معهم، ومديرك الذي لا يكف عن توجيه الأوامر إليك، وكل الأمور التي حدثت على غير ما يرام.
ولا شك أنك محق في كثيرٍ مما تذكره، فإن معظم البشر يكون يومهم مثقلاً بالهموم والمشكلات والمصاعب. ولكن: هل كل هذه النظرة السلبية تشمل اليوم كله، أم جزءاً منه؟ هل تصف يومك كما حدث بالضبط، أم تصف أحداثاً معينة تختار ذكرها ومناقشتها مع الآخرين؟
أرجو منك الآن أن تكون صادقاً تماماً مع نفسك وأنت تُجيب عن هذه الأسئلة التالية عن آخر يوم ذهبت فيه للعمل: هل توقفت لتناول القهوة وأنت في طريقك إلى العمل؟ هل حصلت على وقت راحة لتناول الغداء؟ هل كان الغداء لذيذاً؟ هل دخلت في أي حوارات مع آخرين أثناء يومك؟ هل خطرت لك أية أفكار جديدة؟ هل شاهدت أي مناظر جميلة أو مناظر طبيعية؟ هل سمعت أي طرفة جميلة؟ هل أثنى عليك أحد؟ هل استمعت لبرنامج شيق في سيارتك؟ هل قمت بحل أي خلافات؟ هل حصلت على أموال؟
إذا كانت ردودك على الأسئلة السابقة إيجابية، فإن أيامك أسعد من أيام غالبية البشر. وهذا لا يعني في الوقت نفسه أن تظن أن يومك كله رائع. إننا عندما ننظر جيداً للأسئلة السابقة يتضّح لمعظمنا أنه ليس كل أيامنا سيئة.
إنني عندما أركز على النقاط الإيجابية التي حدثت في يومي، فإن عيني تتفتح على رؤية عالم جديد. لقد أصبحت أدرك الآن أن هناك جوانب ممتعة كثيرة خلال يومي لم أكن أراها من قبل. لم أعد الآن أتجاهل حوارتي ومناقشاتي المجدية مع الآخرين، ولم أعد أتجاهل التحديات المثيرة التي أستمتع بمواجهتها، ولا علاقاتي الطيبة مع أصدقائي وغيرهم من الناس. ولا شك أن نظرتي تغيّرت كثيراً؛ ولهذا لم تعد تضايقني صغائر الأمور التي لا بد من التعامل معها يومياً. وأنا واثق أنك تستطيع أن تكون كذلك.
*****
د. ريتشارد كالسون.. من كتابه (لا تهتم بصغائر الأمور في العمل)، بتصرف.
23.09.2019
نعيم الفارسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق