الأربعاء، 16 أكتوبر 2019

هل لك أهداف تُريد أن تُحققها ولم تستطع حتى الآن؟ إسلام جمال

هل تُريد ممارسة الرياضة بانتظام؟ هل اشتريت كتباً ولم تنظر فيها إلى الآن؟ هل تمنيت أن يكون لك وِرد يومي من القرآن الكريم؟ هل تاقت نفسك لأن تحفظ القرآن الكريم؟ هل تُحب الكتابة ولم تكتب بعد؟ هل تُريدأن تتعلّم لغة جديدة؟ ربما جعلتك تلك المعيشة اليومية الرتيبة مشغولاً لدرجة أنك نسيت أن تطمح وتضع أهدافاً، أو لديك هذه الأهداف لكنك لا تجد الوقت لتحقيقها.
هل تود تحقيقها؟
أوصيك باستغلال وقت الصباح (أقصد الساعة أو الساعتين بعد صلاة الفجر)، ففي هذا الوقت تستطيع أن تُحقق أهدافك. فعشر دقائق كل يوم تمكنك من حفظ كتاب الله تقريباً في خمسة أعوام!
(مع الصباح) وفقني الله أن أحفظ الكثير من سور القرآن رغم أنني أستغرق عشر دقائق فقط كل صباح لحفظ ثلاث آيات، وقراءة تفسيرهم. وقديماً كنت أشعر بالحزن كلما مضى عام وأتى عام حيث كان الحال هو الحال، لكن مع ذلك الهدف (حفظ ٣ آيات يومياً)، استطعت أن أُحقق هدفي.
(مع الصباح) لم تعد قراءة القرآن أمراً أفعله كل رمضان فقط، حيث أنني أخصص عشر دقائق كل صباح لقراءة القرآن، والعشر دقائق هذه تعادل قراءة نصف جزء تقريباً.
(مع الصباح) أصبحت أقرأ تقريباً أربعين كتاباً كل عام، بعد أن مضت سنون من عمري لم أتمكن فيها من قراءة بضع صفحات في كتاب. اقرأ ساعة كل صباح. أتقنت مجالات كنت لا أعرف ترجمة أسمائها. تقول الإحصائيات: "إن قراءة ساعة كل يوم تعادل درجة دكتوراه في السنة". وهناك كتب لا تتعدّى صفحاتها ٢٠٠ صفحة، وضع كُتّابها فيها خبرات تزيد عن خمسين عاماً. الكتاب نافذة تتطّلع من خلالها إلى العالم.
(مع الصباح) ولد هذا الكتاب الذي تقرؤه الآن، وأظن لولا الصباح لما وجدت وقتاً للكتابة. وهناك ملايين الكتب حول العالم ولدت في الصباح، حيث ذلك السكون الذي يُزينه فقط أصوات الطيور وهي تستقبل يومها ساعية إلى رزقها.
(مع الصباح) استطعت أن أمارس الرياضة لمدة عشرين دقيقة. ممارسة الرياضة ستغيّر حياتك نفسياً وبدنياً، أي رياضة، المشي أو الجري.. كذلك ممارسة الرياضة تزيد الشعور بالسعادة وتساعد في التغلّب على المزاج السيء، حيث يفرز الجسم مادة (الإندروفين) التي تساعد على الاسترخاء وتقليل الإحساس بالتوتر. بعشرين دقيقة يومياً مع الصباح حميت جسمي من أن يزيد وزنه وأن يتغير شكلي.
فقط خصص ساعة كل صباح بعد صلاة الفجر وقسمها بين ممارسة الرياضة والقراءة وقراءة كتاب الله وحفظه، أو أي عمل آخر تحب أن تقوم به، وداوم على ذلك، فقد قالوا: "قطرات الماء توشك أن تفلق الصخر، ليس بقوتها، بل بتتابعها"، وقال رسولنا -صلى الله عليه وسلم-: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل).
تلك الساعة التي تخصصها لنفسك كل صباح؛ سوف تجعل كل دقيقة في يومك مفعمة بالطاقة والحماس، وستكسبك منظوراً جديداً يساعدك على الارتقاء في كل جوانب حياتك، سوف تُغيّرك هذه الساعة وتجعل منك إنساناً أفضل.
*****
إسلام جمال.. من كتابه (فاتتني صلاة!!)، بتصرف.
17.10.2019
#مع_الصباح
#كتاب_فاتتني_صلا #نعيم_الفارسي

السبت، 12 أكتوبر 2019

كن صبّاحاً.. (قصة).. إسلام جمال

يروي (هال إلرود) في كتابه الرائع (الصباح المعجزة) الذي غيّر حياة آلاف الأشخاص، كيف أن الاستيقاظ مبكراً أنقذه من حالة اكتئاب متأخرة كادت أن تصل إلى الانتحار، فبعد أن كان يعيش حياة ناجحة اجتماعياً وعملياً وكان قد نُشر له كتاب حقق مبيعات رائعة؛ تغيّر كل شيء فجأة بعد الأزمة الاقتصادية عام ٢٠٠٧م، فوجد نفسه بلا عمل، غارقاً في الديون، لا يستطيع حتى أن يدفع فواتير بيته، حتى انتهى به الحال إلى حالة متأخرة من اليأس والاكتئاب.
كان (هال) يقضي معظم وقته نائماً، حيث لم تكن لديه رغبة في الاستيقاظ من نومه لمجرد يقينه بأنه سيواجه هذه الحياة التي لا معنى لها. وفي أثناء حديثه مع أحد أصدقائه المقربين، نصحه صديقه بأن يُجرّب ممارسة بعض التمارين الرياضية حتى يخرج من حالة الاكتئاب هذه، ونصحه بأن يمارس رياضة الجري خاصةً. أخبر (هال) صديقه بأنه لم يمارس رياضة الجري في حياته، بل إنه لا يُحب رياضة الجري أصلاً، ولكنه تذّكر أنه أيضاً لا يحب الحياة التي يعيشها، فما المانع إن جرّب رياضة الجري هذه؟ ومع ظهيرة يوم العطلة الأسبوعية، ارتدى (هال) ملابسه الرياضية وبدأ بالركض حول المنطقة التي يسكنها.
كانت تجربة مفيدة بالنسبة له، حيث شعر أن القلق تلاشى في تلك اللحظات التي كان يجري فيها، وغمره إحساس مؤقت بصفاء الذهن الذي ساعده بالبدء في التفكير الإيجابي تجاه مشكلات حياته. أحب (هال) هذه التجربة ككل، وعزم على ممارسة رياضة الجري بانتظام كما عزم على فعل بعض الأمور التي يمكن أن تُحسّن من الحياة التي يعيشها، ولكنه وجد صعوبة في إيجاد الوقت لفعل هذه الأمور، حيث كان مشغولاً لدرجة أنه لا يجد الوقت لتحسين حياته.
لم يعتد (هال) أن يستيقظ مبكراً إلا في حالات الضرورة، وكان يعتبر نفسه كائناً ليلياً، لذلك قرر أن يمارس رياضة الجري والأمور الأخرى بعد الانتهاء من العمل، ولكنه اكتشف أن وقت الليل ليس الوقت المناسب حيث أنه دائماً يكون متعباً وليس في الحالة الذهنية والبدنية المطلوبة. فكّر أن يستغل وقت الراحة في وسط العمل، ولكنه نادراً ما كان هذا الوقت أهلاً للاستخدام، حيث التفكير في مهام العمل كان ما يفعله في وقت هذه الراحة.
لم يجد (هال) وقتاً مناسباً إلا الصباح الباكر قبل الذهاب إلى العمل، لكن هذه الفكرة كانت بمثابة كابوس بالنسبة له، فهو لا يتصور أن يستيقظ في الرابعة أو الخامسة صباحاً، فقد كان يستيقظ بصعوبة بالغة في الساعة السادسة وأحياناً السابعة من أجل الذهاب إلى العمل، ولكنه قرر أن يحاول.
كتب (هال) ستة أمور من شأنها إضافة معنى للحياة التي يعيشها، وقرر أن يستيقظ الساعة الخامسة صباحاً، وأن يعطي كل أمر عشر دقائق فقط، وبعد ذلك يذهب إلى عمله. تلك الأمور كان منها: الدعاء والقراءة وممارسة بعض التمارين. في اليوم التالي، استيقظ (هال) في الخامسة صباحاً رغم أنه لم يحصل على نوم كاف، وبدأ تنفيذ الخطة التي وضعها لنفسه، وبما أنه كان يستغرق عشر دقائق لكل نشاط، لم يشعر بالثقل أو المقاومة لممارسة هذا النشاط.
حافظ (هال) على هذا الروتين الصباحي لبضعة أسابيع، وشعر بتغيّر ملحوظ في حياته، حيث أن القلق بدأ يتلاشى شيئاً فشيئاً وأصبح أكثر تركيزاً على حل مشكلاته وأكثر سعادة، وقرر أن يستيقظ في الرابعة صباحاً؛ ليعطي كل نشاط مدة أطول، وبالفعل أصبح الاستيقاظ في الرابعة عادة يفعلها دون مجهود.
بعد شهرين تغيّرت حياة (هال) بشكل جذري، لذلك أراد أن يطلق اسم على هذا التغيير وأن يشاركه مع الآف الناس، فأطلق عليه اسم (الصباح المعجزة). (الصباح المعجزة) أصبح اسماً للندوات التي يعقدها (هال) لمشاركة الناس قصته، وأصبح أيضاً عنوان كتابه الذي باع ملايين النسخ وتُرجم إلى ١٧ لغة، وتم تأسيس موقع يشارك فيه آلاف الأشخاص الذين تغيّرت حياتهم مع الصباح المعجزة، حيث يتم سرد عشرات القصص يومياً.
ونحن المسلمين نملك هذا الوقت بعد صلاة الفجر. فهناك ساعة أو ساعتين من بعد الفجر حتى الذهاب إلى عملك، فلو خصصت هذا الوقت لتزكية نفسك والعمل على أهدافك، ستتغير حياتك. ساعة الفجر هذه لا تعادلها أي ساعة، يسميها علماء النفس غير المسلمين بالساعة السحرية، وإن أردت أن تعوضها بأي ساعة أخرى من اليوم فلن تستطيع. ذلك لأن ساعة الفجر غير قابلة للاختراق، حيث يكون معظم سكان هذا الكوكب نائمين، فلن يخترق أحد تلك السويعات التي خصصتها لنفسك، لن يتصل بك أحد، لن يطلب مقابلتك أحد؛ لذلك عندما تستغل هذه الساعة للعمل على أهداف، لن تُضطر أبداً إلى التأجيل بسبب أمور الحياة اليومية.
في دراسة أُجريت على الرؤساء التنفيذين لأنجح عشر شركات بالعالم، وجدوا أن الصفة المشتركة بينهم هي الاستيقاظ بين الثالثة والخامسة صباحاً. وقد قرأت سير كثير من رجل الأعمال الذين تخطى حسابهم البنكي مليارات الدولارات، فوجدت أن الاستيقاظ مبكراً صفة أساسية لهم.
فأعطِ نفسك فرصة وانضم إلى أولئك القلة المتميزين الذين يبدءون يومهم قبل معظم سكان هذا الكوكب.
*****
إسلام جمال.. من كتابه (فاتتني صلاة!!)، بتصرف يسير.
13.10.2019
#كن_صبّاحاً
#كتاب_فاتتني_صلاة
#نعيم_الفارسي

احصل على Outlook لـ iOS