الخميس، 21 ديسمبر 2017

دروس وعِبر من قصة نبي الله موسى مع العبد الصالح.. عفيف طبارة

هناك عِبر ودروس نأخذها من قصة نبي الله موسى -عليه السلام- مع العبد الصالح، في سورة الكهف؛ وهي:
~ الحض على طلب العِلم، فموسى -عليه السلام- سار في طلب رجل صالح من عباد الله عندما عرف أن عنده علماً لم يكن يعرفه، ولم يمنعه منصبه -وهو النبوة- أن يقف بنفسه عند حدّها.
~ ومنها: درس في قوة الإرادة والعزم على بلوغ الهدف مهما كانت العوائق، كما في قول موسى: (لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حُقبا): أي لا أزال سائراً إلى أن أصل إلى مقصودي ولو سرت زماناً من الدهر.
~ ومنها: درس في أدب المتعلم مع المعلم، وهذا يتراءى لنا في قول موسى: (هل أتبعك على أن تُعلّمن مما عُلمت رشدا)، فموسى يضع نفسه من الرجل الصالح موضع المتعلم، فيعطي له حق قيادته وإرشاده، فإذا نبّهه إلى أمر تنبه، وإذا بّين له خطأ بادر إلى الإعتذار ووعد بالطاعة.
~ ومنها: أنّ المساكين لن يتخلى الله عنهم؛ بل يحفظهم من عاديات الدهر، ويُرزقهم اليسر بعد العسر، كما في حادثة خرق السفينة لتشويهها حتى لا يستولي عليها الملك الغاصب.
~ ومنها: أنّ إيمان الإنسان يحفظه الله لصاحبه، فلا يدع ظروف الحياة تذهب به، كما في حادثة قتل الغلام الذي سينشأ على العصيان وسيُرهق والديه طغياناً وكفراً.
~ وأخيراً: أنّ الله قد يُكرّم الأبناء إكراماً لآبائهم الصالحين، ولا يأخذهم بما فشا في مجتعهم من فساد واعوجاج، وييسر لهم الحياة الرغيدة، كما في حادثة إقامة الجدار الذي تحته كنزٌ والذي كان ليتيمين وكان أبوهماً صالحاً.
كتاب (مع الأنبياء في القرآن الكريم.. قصص ودروس وعِبر من حياتهم). عفيف عبدالفتاح طبّارة.
أبو نور
22.12.2017

التقنيات الجديد وفتاوى العلماء.. د. عمر الحمادي

يُحكى أنّ مؤسس مصر الجديدة (محمد علي باشا) أراد أن يُدخل نظام صنابير المياه إلى المساجد؛ لجعل حياة المصلين أكثر سعادة بدلاً من التوضؤ بتقنية الغرف بالأواني التي يُسكب ماؤها على الجسم على نحو ما كان يستحم الأغريق منذ آلاف السنين. وليخرج (الباشا) نفسه من نكد البلبة؛ استفتى علماء المذاهب الأربعة، المفاجأة أن جميعهم حرموا استخدام الصنابير؛ لكونها بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ما عدا علماء الحنفية؛ ولذلك سُمّيت هذه التقنية العظيمة في توصيل المياه باسمهم إلى يومنا هذا!!
تكرر هذا الموضوع مع التصوير الفوتغرافي الذي ووجه بتحريم شديد أوصله البعض إلى خانة الشرك؛ لأن فعله مضاهاة لخلق الله، بل تكرر هذا الموضوع مع كل تقنية جديدة، حتى وصلوا أخيراً إلى تحريم (فلاتر السناب شات)، وبعدها يستسلم المحرمون لهذه التقنيات لضغط الواقع، ويوافقون على إجازته!!!
د. عمر الحمادي.. من كتابه (الصراع مع غراندايزر)، بتصرف كثير جداً.
أبو نور
21.12.2017
 
 

الجمعة، 8 ديسمبر 2017

فن الحياة هو الاستعداد التام لوقت الرحيل.. مهدي الموسوي

كنتُ واقفاً على شاطيء البحر، وإذا بسفينة تنشر شراعها لتعبر المحيط، وما إن غابت عن الأفق، حتى سمعت أحدهم يقول: لقد ذهبت! أين ذهبت؟
إن افتقاد رؤيتها راجع إلى نظره هو وليس إلى السفينة، فهي ما زالت تمخر عباب البحر، وفي نفس اللحظة التي قال فيها أحدهم: لقد ذهبت، كان هناك آخرون على الضفة الأخرى يرقبون وصولها ويقولون: لقد وصلت!
وهذا هو الموت.
لقد هيّأت نفسي للرحيل، فإذا ما قرع الناقوس، ورفعت السفينة شراعها ونادى الربّان: هلّم إلى الرحيل، فأنا على أتم الاستعداد. لقد عشتُ لنفسي ولغيري ولم أسبب الأذى لأحد. وكان وجودي نافعاً للبشر. هيّا إلى هناك حيث الجمال الفتّان والكمال الدائم وراحة البال. أهلاً بالضفة الأخرى من الحياة في أي ساعة، بل في أي لحظة. نحنُ لم نخف من الحياة بكل ما فيها من أهوال وسقام؛ فكيف نخاف من الموت، حيثُ النور والسرور ومنتهى السلام.
فن الحياة هو الاستعداد التام لوقت الرحيل.
مهدي الموسوي.. من كتابه (أسرار الحياة الطيبة).
أبو نور
09.12.2017

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017

أبي هو الأفضل.. وسام يوسف صالح

أنا عُمري ٤ أعوام: أبي هو الأفضل.
أنا عُمري ٦ أعوام: أبي يعرف كل الناس.
أنا عُمري ١٠ أعوام: أبي ممتاز ولكن خُلقه ضيق.
أنا عُمري ١٢ أعوام: أبي كان لطيفاً عندما كنتُ صغيراً.
أنا عُمري ١٤ أعوام: أبي بدأ يكون حساساً جداً.
أنا عُمري ١٦ أعوام: أبي لا يمكن أن يتماشى مع العصر الحالي.
أنا عُمري ١٨ أعوام: أبي ومع مرور كل يوم، يبدو وكأنه أكثر حدة.
أنا عُمري ٢٠ أعوام: من الصعب جداً أن أُسامح أبي، أستغرب كيف استطاعت أمي تحمّله.
أنا عُمري ٢٥ أعوام: أبي يعترض على كل موضوع.
أنا عُمري ٣٠ أعوام: من الصعب جداً أن أتفق مع أبي، هل يا تُرى تعب جدي من أبي عندما كان شاباً.
أنا عُمري ٤٠ أعوام: أبي ربّاني في هذه الحياة مع كثير من الضوابط، ولا بد أن أفعل نفس الشيء.
أنا عُمري ٤٥ أعوام: أنا محتار، كيف استطاع أبي أن يُربينا جميعاً.
أنا عُمري ٥٠ أعوام: من الصعب التحكّم في أطفالي، كم تكبّد أبي من عناء لأجل أن يُربينا ويُحافظ علينا.
أنا عُمري ٥٥ أعوام: أبي كان ذو نظرة بعيدة، وخطط لعدة أشياء لنا، أبي كان مميزاً ولطيفاً.
أنا عُمري ٦٠ أعوام: أبي هو الأفضل.
جميع ما سبق، احتاج ٥٦ عاماً لإنهاء الدورة كاملة؛ ليعود إلى نقطة البدء الأولى وعمر ال ٤ أعوم (أبي هو الأفضل).
فلنحسن إلى والدينا قبل أن يفوت الأوان، ولندعُ الله أن يُعاملنا أطفالنا أفضل مما كنا نُعامل والدينا!
وسام يوسف مصلح.. من كتابه (وحي القراءة).
أبو نور
22.11.2017