كنتُ واقفاً على شاطيء البحر، وإذا بسفينة تنشر شراعها لتعبر المحيط، وما إن غابت عن الأفق، حتى سمعت أحدهم يقول: لقد ذهبت! أين ذهبت؟
إن افتقاد رؤيتها راجع إلى نظره هو وليس إلى السفينة، فهي ما زالت تمخر عباب البحر، وفي نفس اللحظة التي قال فيها أحدهم: لقد ذهبت، كان هناك آخرون على الضفة الأخرى يرقبون وصولها ويقولون: لقد وصلت!
وهذا هو الموت.
لقد هيّأت نفسي للرحيل، فإذا ما قرع الناقوس، ورفعت السفينة شراعها ونادى الربّان: هلّم إلى الرحيل، فأنا على أتم الاستعداد. لقد عشتُ لنفسي ولغيري ولم أسبب الأذى لأحد. وكان وجودي نافعاً للبشر. هيّا إلى هناك حيث الجمال الفتّان والكمال الدائم وراحة البال. أهلاً بالضفة الأخرى من الحياة في أي ساعة، بل في أي لحظة. نحنُ لم نخف من الحياة بكل ما فيها من أهوال وسقام؛ فكيف نخاف من الموت، حيثُ النور والسرور ومنتهى السلام.
فن الحياة هو الاستعداد التام لوقت الرحيل.
مهدي الموسوي.. من كتابه (أسرار الحياة الطيبة).
أبو نور
09.12.2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق