الجمعة، 2 مارس 2018

ومن مثل السيدة خديجة رضي الله عنها.. أحمد خيري العُمري

بوفاتها فقد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدعم الداخلي، دعمها كان الفهم والتفاهم والتواصل والإسناد والتشجيع والإيمان، فقد آمنت به -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يؤمن بنفسه، يوم عبّر لها عن خشيته على نفسه أن يكون قد مسّه شيء يوم جاءه الوحي أول مرة، فقالت له: (كلا، أبشر فوالله لا يخزيك أبداً، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق).
لا نعرف الكثير عن موتها، ولم ينقل لنا شيء عن لحظاتها الأخيرة كما نقل عن وفاة أبي طالب؛ ولهذا فالغالب أنها ماتت فجأة، دون مقدمات مرض أو تدهور في الصحة. وموت الفجأة هو الأصعب، خاصة عندما يكون من مات من طراز السيدة خديجة -رضي الله عنها- في الدعم والإسناد. فجأة فقد -صلى الله عليه وسلم- الكتف الذي كان يمده بالحنان والفهم والقوة والدعم، كانت تواسيه قبل أشهر عندما فقد عمه أبو طالب؛ لكنها فجأة رحلت، وأصبح العالم مظلماً!!
ماتت السيدة خديجة في الليلة العاشرة من رمضان، في السنة العاشرة للبعثة. هل بقيت الليلة العاشرة من رمضان في الأعوام التالية جرحاً في ذاكرته عليه الصلام والسلام؟ لا نعرف، الرسول لم يقل شيئاً، لكن ابن اخيها حكيم بن خزام، قال أنهم خرجوا بها من منزلها، ودفنوها في مقبرة المعلاة بالحجون، ولم تكن صلاة الجنازة قد أصبحت سُنّة بعد يومئذٍ. قال حكيم أيضاً؛ أنه عليه الصلام والسلام نزل معها في حفرتها، دفنها بيديه. ربما دفن معها جزءاً من قلبه.
لقد فقد خديجة.. رفيقة الدرب، التي آمنت به قبل أن يؤمن بنفسه، المرأة التي يوم قررت أن تتزوجه؛ تغيّر عالمه. خديجة الزوجة والأم والحبيبة وكل ما يمكن لامرأة أن تكون.
خديجة تذهب، ويعود عليه الصلام والسلام يتيماً من جديد.
د. أحمد خيري العُمري، من كتابه (السيرة مستمرة.. تقاطعات وتوازيات المرحلة المكية مع نزول القرآن الكريم)، بتصرف كثير.
نعيم الفارسي
02.03.2018
#السيدة_خديجة
#كتاب_السيرة_المستمرة
#أحمد_خيري_العمري

#كتب-قراءة_نعيم_الفارسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق