الخميس، 21 يونيو 2018

أبشروا يا أهل المصائب والابتلاء.. محمد المنجد

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من يرد الله به خيراً؛ يُصب منه". (البخاري). قال الباجي: "يريد يصب منه بالمرض المؤثر في صحته، وأخذ المال المؤثر في غناه، والحزن المؤثر في السرور، والشدة المؤثرة في صلاح حاله، فإذا صبر واحتسب؛ كان ذلك سبباً لما أراده الله تبارك وتعالى به من الخير".
وقال رسول الله: "عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحبّ قوماً؛ ابتلاهم، فمن رضي له الرضا، ومن سخط فله السخط". (الترمذي). "أي: من رضي بما ابتلاه الله، فله الرضا منه تعالى وجزيل الثواب، ومن كره بلاء الله وفزع، ولم يرض بقضائه، فله السخط منه تعالى وأليم العذاب، ومن يعمل سوءاً يُجز به. والمقصود: الحث على الصبر على البلاء بعد وقوعه".
وعن أسامة بن زيد: قال: أرسلت ابنة النبي إليه: إنّ ابناً لي قبض فأتنا. فأرسل يقرىء السلام ويقول: "إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكلٌ عنده بأجلٍ مسمّى؛ فلتصبر ولتحتسب". (البخاري).
(إن لله ما أخذ) معناه: الحث على الصبر والتسليم لقضاء الله وتقديره، فإن هذا الذي أخذ منكم كان له لا لكم، فلم يأخذ إلا ما هو له، فينبغي ألا تجزعوا كما لا يجزع من استردت منه وديعة أو عارية.
(وله ما أعطى) فما وهبه لكم ليس خارجاً عن ملكه، بل هو سبحانه يفعل فيه ما يشاء.
(وكلٌ عنده بأجلٍ مسمّى) معناه: اصبروا، ولا تجزعوا؛ فإن كل من يأتي قد انقضى أجله المسمّى، فمحالٌ تقدمه، أو تأخره عنه. فإذا علمتم هذا كله، فاصبروا واحتسبوا ما نزل بكم.
وأبشروا يا أهل الابتلاء والمصائب، فإن رسول الله يقول: "ما يُصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها؛ إلا كفّر الله بها من خطاياه". (البخاري).
كتاب (كيف عاملهم صلى الله عليه وسلم؟)، لمحمد المنجد. بتصرف.
نعيم الفارسي
22.06.2018
#أبشروا_يا_أهل_المصائب
#كتاب_كيف_عاملهم
#محمد_المنجد
#نشر_هديه_صلى_الله_عليه_وسلم

#نعيم_الفارسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق