هل تُريد أهنأ أنواع السعادة؟ إليك الوصفة التالية: تمتّع بما عندك، وارضَ بما قسمه الله لك، وكن مبتهجاً بما تملكه، ولا تكن من الذين يبحثون دائماً عما لا يملكون، فقائمة الأشياء التي لا تملكها طويلة جداً؛ فمهما امتلكت من متطلبات الحياة ومن عقارات ومن أموال، ومهما صرتَ زعيماً أو ملكاً من الملوك، فإن القائمة تبقى كما هيّ ولا تتغيّر كثيراً.
ولربّما تقول: إذا حصلت على بعض المال، وبعض الوجاهة، وبعض القوة، وبعض الجمال، وبعض الأولاد؛ فسوف أكتفي بذلك، وأعتبر نفسي سعيداً ولا أبحث عن المزيد. غير أنّك الآن تملك الكثير، فلماذا لا تكتفي بذلك، ولا تعتبر نفسك سعيداً، بينما تستعرض مع نفسك الأشياء التي لا تملكها، وتزرع في نفسك الكآبة بسبب ذلك؟! وكما يقول (لاندرو): "فإن السعادة تتبّخر في اللحظة التي تتمنى فيها أن نكون أسعد حالاً مما نحن فيه، فإذا كنا نبحث دائماً عن المجهول ليمنحنا السعادة، فلا بد لنا أن نتأكد من فقداننا لها دائماً".
يقول أحد الكُتّاب: "ثمة سبيلان لكي نكون سعداء: فإما أن نُقلل من حاجاتنا، أو نزيد من إمكاناتنا، فكلاهما يُحقق رغباتنا"؛ ولأنّ الإمكانات ليست متوافرة دائماً، فإن القناعة بما عندنا تبقى هي الوسيلة للسعادة. حقاً إن السعادة تكون في أحيانٍ كثيرة الحالة الذهنية للقناعة فهي تبدأ -كما يقول المثل- حيثُ ينتهي الطمع. فإذا لم يحالفك الحظ للتمتع بما ليس عندك، فمن الأفضل أن تتمتع بما عندك، بدل أن تعيش في غمِ ما لا تملك.
ولكن، هل نحن جميعاً نُقدّر ذلك؟ قال (شوبنهاور): "من النادر أن نُفكّر بما نملك، بل إننا نُفكّر بما ينقصنا". نعم، إنّ الميل إلى التفكّر فيما ينقصنا هو أعظم مأساة على وجه الأرض، وربما تسبب ذلك في بؤس يفوق البؤس الذي تُسبّبه جميع الحروب والأمراض في التاريخ، بل إن كثيراً من الحروب سببها أنّ البعض لم يكن يقتنع بما عنده، ولذلك يغزو بلاد الآخرين. ولقد جمع (لوغان بيرسول سميث) الكثير من الحكمة في كلماتٍ قليلة حين قال: "هناك شيئان يجب أن تصبو إليهما في الحياة: أولاً الحصول على ما تُريد، وبعد ذلك التمتع به، ولا يتوّصل إلى الهدف الثاني إلا أكثر الناس حكمةً".
هادي مدرسي.. [كتاب (مختارات خالد)، للدكتور خالد المنيف].
نعيم الفارسي
05.06.2018
#أنت_سعيد_بما_تملكه_وليس_بما_لا_تملكه
#هادي_مدرسي
#كتاب_مختارات_خالد
#خالد_المنيف
#كتب_قراءة_تفاؤل_نعيم_الفارسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق