الأحد، 16 سبتمبر 2018

تذكر موتك لتحيا حياة رائعة.. مارك مانسون

الموت يُخيفنا؛ ولأنهُ يُخيفنا، فإننا نتجنّب التفكير فيه والحديث عنه، بل نتجنّب حتى الإقرار به أحياناً، حتى عندما يُصيب شخصاً قريباً منا.
لكن فإن في مواجهة حقيقة أننا سنموت، أمرٌ في غاية الأهمية؛ لأنه يُزيل عنا كل ما في حياتنا من قيم تافهة سطحية هشة. وفي حين يُنفق أكثر الناس أيامهم في الجري خلف مبلغ إضافي، أو خلف زيادة شهرتهم واهتمام الناس بهم، أو خلف المزيد من التأكيد على أنهم محقون؛ فإن الموت يفاجئنا كلنا بسؤال أكثر إيلاماً بكثير، وأكثر أهمية بكثير: "ماذا ستترك من بعدك؟".
كم سيكون العالم مختلفاً، وكم سيكون أفضل عندما تنتهي حياتك؟ ما الأثر الذي ستتركه؟ ما العلامة التي ستتركها فيه؟ وما الأثر الذي ستكون قد سبّبته!؟
هذا هو السؤال الوحيد الهام حقاً في حياتنا كلها. وعندما نتجنب هذا السؤال؛ فإننا نسمح لقيم ثانوية بغيضة بأن تخطف عقولنا وتسيطر على طموحاتنا ورغباتنا. فمن غير الاعتراف بالموت الذي يُحدّق فينا دائماً؛ يبدو لنا السطحي هاماً، ويبدو لنا الهام سطحياً. الموت هو الشيء الوحيد الذي نستطيع أن نكون على يقين منه.
كان الرواقيون في اليونان وروما القديمتين، يحثّون الناس على تذكر الموت في كل وقت، حتى يصيروا قادرين على الاحتفاء بالحياة أكثر، وعلى البقاء متواضعين في مواجهة مشقات الحياة. وفي الديانة البوذية، كثيراً ما يجري تعليم ممارسة التأمل باعتباره وسيلة يُحضر بها الإنسان نفسه للموت وهو لا يزال على قيد الحياة.
فيا صديقي: ضع نصب عينيك أنك ستموت في يومٍ ما، لتحيا حياة رائعة ملهمة، يقول (شارلز بوكوفسكي): "سوف نموت جميعاً، سنموت كلنا. يا لهذا السيرك! هذا وحده كافٍ لأن يجعل الواحد منا يُحب الآخر. لكننا -للأسف- لا نفعل هذا، إن توافه الحياة تداعب أحاسيسنا، وهي تُصيبنا بالذعر أيضاً، نحن البشر يأكلهم اللاشيء".
*****
(مارك مانسون).. من كتابه (فن اللامبالاة.. لعيش حياة تخالف المألوف)، بتصرف كثير.
نعيم الفارسي
17.09.2018
#الموت_أمر_محتوم
#مارك_مانسون
#كتاب_فن_اللامبالاة

#كتب_قراءة_نعيم_الفارسي

هناك تعليقان (2):

  1. من السنة ذكر الموت وهذا ما دل عليه حديث نبينا الكريم اكثروا من ذكر هاذم اللذات .ولذلك كان بعض من السلف الصالح يستشعر هذا الموقف .ويذكر في كتب السير ان عمر بن عبدالعزيز كان قد حفر قبرا له في منزل يتردد فيه .فظن الناس انه يتلذذ بالدنيا .ولما توفي ذهبوا لذلك البيت لم يجدوا الا قبرا .
    شكرا على هذا المقال.

    ردحذف
  2. تشكر أخي يوسف على هذا التعليق والكلام الجميل المفيد.. محبتي. وشاكر لك مرورك

    ردحذف