الأحد، 8 مارس 2020

أفضل عادة تفعلها لتُغيّر حياتك نحو الأفضل.. فهد الاحمدي

أعجبني ما ختم به الأستاذ (فهد الأحمدي) كتابه (نظرية الفستق ٢)، بمقال عنونه: (أهم نصيحة في الكتاب)، حيثُ قال (بتصرف):
"لا أعلم ما هو رأيك فيما قرأت حتى الآن؟! ولكن لنفترض أنك استفدت من هذا الكتاب. في هذه الحالة تخيل حجم الفوائد التي ستجنيها من قراءة عشر كتب مماثلة!! تخيل ماذا سيحدث حين تقرأ كل عام عشرين أو ثلاثين أو حتى أربعين كتاباً في مختلف التخصصات.
تخيل كم ستتغيّر حياتك، وتتطوّر أفكارك، وترتفع فوق أقرانك؛ لو تبنيت هذه العادة لأربعين عاماً قادمة.
لهذا السبب؛ لو سألتني عن أفضل نصيحة أقدّمها لك في هذا الكتاب سأقول بلا تردد: (اقرأ كتاباً جديداً كل شهر). اجعل القراءة عادة يومية، وهواية شخصية، ورياضة مسائية. اجعل الكتاب (خير جليس)، وأقرب مستشار، وأفضل صديق، وأجمل رفيق.
حين تنشأ بلا قراءة، يتولّى المجتمع (ودهماء الناس) رسم شخصيتك وتشكيل أفكارك؛ ولكن حين تقرأ بكثرة تتولّى النخبة (وخواص الناس) توجيهك وبلورة أفكارك.
حين تفتح كتاباً جديداً، تفتح صفحة جديدة في دماغك، ولكن حين تحرمه من نعمة القراءة، تفتحه طواعية لكل ثرثار وسطحي ومتفيهق.
حين تقرأ نصوصاً تمزج بين الأدب والمعرفة، تملك شخصية ثرية لا ترتقي لمستواها نقاشات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
الكتب الرائعة تمنحك خبرات لم تخضها، وأفكاراً لم تتصور وجودها، وأعماراً تساوي حياة مؤلفيها. حين تقرأ كتاباً واحداً، تكسب خلال وقت قصير (وبلا عناء) خلاصة أفكار وتجارب أنفق المؤلف عمره من أجلها.
صحيح أننا حين نقرأ كتاباً جديداً ننسى محتوياته بسرعة؛ ولكنه يترك داخلنا آثاراً إيجابية عميقة، تُؤثر في شخصيتنا وتظهر في كلامنا، ويلاحظها الناس في تصرفاتنا.
الكتاب ذاته ليس سلعة، بل نقاش صامت وحوار شخصي بين المؤلف والقارىء. ومهما كانت علاقتك مع الكتاب، يجب أن تملك الصبر على إكماله؛ لأنك -بهذه الطريقة فقط- ترتفع لمستوى النص، وتدخل لجوهر الفكرة؛ ولأن الكتب لا تُفشي أسرارها لمن لا يُكملها. تحتاج إلى صبر والتزام؛ لأنه لا يوجد كتاب يُرضي الجميع، ولا كتاب لا يستحق القراءة. حتى الكتاب الذي لا ينال إعجابك، لا يتركك دون معلومة تُغيّر أفكارك، أو نصيحة تقلب كيانك. حتى الكتاب الذي تعتقد أنهُ لم يضف إليك، يجعلك تخرح -دون أن تدري- برأي بديل بمجرد معارضتك له.
وأعود وأُؤكد بأنه لا يوجد أفضل من قراءة الكتب لتغيير حياتك نحو الأفضل".
نعيم الفارسي
09.03.2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق