بعد أن قضيت سنوات طويلة في العمل في مجال الإقلال من الشعور بالضيق، وتعليم الناس أن يكونوا أكثر سعادة؛ وجدتُ أن أكثر الطرق فاعلية لتقليل شعور المرء بالضيق وتحسين حياته، هي في واقع الأمر أكثرها بساطة. وأول درس بسيط وتلقائي تلقيته في كيفية الحصول على السعادة كان من والدي وأنا ما زلتُ طفلاً، إذا قال لي: "إذا أردت أن تُضفي على نفسك شعوراً جيداً، فعليك بإسعاد شخص آخر". الأمر فعلاً على هذا القدر من البساطة.
ولقد حاولت أن أُطبّق هذه الحكمة في حياتي العملية منذ أمد بعيد، وبإمكاني أن أقول أن نتيجة ذلك كانت رائعة. فكلما حاولت إسعاد شخص آخر، كان ذلك يجعل يومي مشرقاً، ويجعلني أنا الآخر أشعر بسعادة. ويُذكّرني ذلك بأن أفضل الأشياء لا تكون -في الأغلب- أشياء مادية. فإنها تتمثل في تلك المشاعر التي تُصاحب أفعال العطف واللمسات اللطيفة. ومن هذا يتضّح لي أن ما يحدث من حولك له مردود عليك.
وسواء كان ذلك بتذكر عيد ميلاد شخص، أو كتابة خطاب تهنئة على إنجاز شخص لمهمة ما بشكل حسن، أو مكالمة تلفونية ودودة، أو تقديم معروف لشخص دون سؤال منه، أو باقة من الزهور، أو كلمات تشجيع، أو غير ذلك من الاحتمالات؛ فإن أفعال العطف والتعبير هذه، هي بطبيعتها أفعال رائعة.
وهناك مقولة قديمة تقول: "إن جزاء العطاء متأصل في العطاء ذاته". وهذا قول صحيح حقاً، ويتمثّل جزاؤك على عطفك وإسعادك شخص آخر في المشاعر الدافئة والإيجابية التي تُصاحب دائماً جهودك. إذاً، إبدأ من الآن في التفكير في شخص ترغب في إسعاده وتمتّع أنت بجزاء إسعادك له.
*****
ريتشارد كارلسون.. من كتابه (لا تهتم بصغائر الأمور في العمل)، بتصرف يسير.
نعيم الفارسي
05.07.2019
#عليك_بإسعاد_شخص_آخر
#كتاب_لا_تهتم_بصغائر_الأمور_ في_العمل
#ريتشارد_كارلسون
#كتب_قراءة_نعيم_الفارسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق