يعتقد كثيرون من العلماء بأننا سنصل إلى يوم نتمكّن فيه من امتلاك القدرة على الشفاء من الموت. فسوف تسمح لنا التكنولوجيا البيولوجية باستبدال واستصلاح أجسادنا بشكل دائم، فتمكنّا من العيش إلى الأبد!
لكن ماذا سيحصل لنا لو تمكنا من إزالة الموت؟
أظن أنها ستكون كارثة نفسية كبيرة لو تم فعلاً إلغاء الموت! فمن ناحية أولى، إذا تمكنّا من إلغاء الموت، فإننا نلغي النُدرة من الحياة. وإذا ألغينا النُدرة، فإننا نلقي القدرة على تحديد القيمة. سوف يبدو كل شيء جيداً أو سيئاً على نحوٍ متساوٍ، وسوف يصير كل شيء يستحق وقتنا وانتباهنا أو لا يستحقه على حد سواء.
سيصير المرء قادراً على أن يمضي مئة سنة في متابعة برنامج تلفزيوني؛ ولن تكون لذلك أية أهمية. وسيصير قادراً على ترك علاقاته تتدهور وتختفي؛ لأن أولئك الناس سيكونون موجودين دائماً، فلماذا يشغل المرء باله بهم؟! سيصير المرء قادراً على تبرير كل تساهل، وكل انحراف، فيقول: "حسناً، لن يقتلني هذا الأمر"، ثم يواصل فعله.
إنّ الموت ضرورة من الناحية النفسية؛ لأنه يخلق رهانات في الحياة. هناك شيء يمكن أن تخسره. وأنت لا تعرف قيمة شيء من الأشياء حتى تعيش احتمال فقدانه. أما إذا كنت خالداً، فأنت لا تعرف ما أنت مستعد للصراع من أجله، وما أنت مستعد للتخلّي عنه أو للتضحية به!
*****
(مارك مانسون) من كتابه (خراب.. كتاب عن الأمل)، بتصرف.
نعيم الفارسي
30.06.2019
#ماذا_لو_تم_إلغاء_الموت؟
#مارك_مانسون
#كتاب_خراب
#نعيم_الفارسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق