لقد قمت بعمل مسح شامل عن أكثر ما يمقته الناس في العمل، وكانت إجاباتهم متفقة مع آرائي من أنهم يمقتون الاجتماعات المملة الباعثة على الضجر، ويشعرون بأن هذه الاجتماعات التي يحضرونها بصفة يومية وأسبوعية، أكثر من اللازم، وبأنه لا ضرورة لها.
ومع ذلك، فقد ابتكرت خطة بشأن هذه الاجتماعات التي ساعدتني إلى حدٍ بعيد، وكل من طبّق هذه الخطة وافقني هذا الرأي تماماً. فلقد وجدت أمرين من أجل أن تكون هذه الاجتماعات مهمة وشيقة ومنتجة قدر الإمكان، وهما:
أولاً: أن تكون الاجتماعات ذات صفة (اللحظة الحالية)، بمعنى محاولة الاندماج في الاجتماع دون السماح لذهني بالتشتت، وهذا مما سمح لي بالاستفادة من الاجتماع إلى أبعد حد ممكن. وحين تنفيذي لهذا الأمر، وجدت أن الاجتماعات مهمة وشيقة إلى حدٍ بعيد، وتستجلب إلى الذهن أفكار جديدة، مما جعلني أهلا للعطاء بصورة أكبر. كما لاحظت شعوراً متزايداً بالاحترام من الآخرين دون وعي منهم، بأنني مستمع جيد، بل ويرغبون في الاستمتاع لي كذلك. وإن هناك شعوراً جارفاً بالثقة العالية عندما تكون حاضراً حقيقة، فعندما أركز انتباهي واستمع جيداً؛ أستطيع الاستجابة مع أي موضوع تتم مناقشته، وبهذه الطريقة أكون قد حققت المطلوب.
ثانياً: فهو أني أخبر نفسي بأنني سوف أتعلّم شيئاً جديداً من كل اجتماع، ولذلك أنصت عن قصد لكل ما يُثار من قضايا في الاجتماع. وبدلاً من عقد مقارنة بين ما أسمع وبين ما أعرفه، أو ما أوافق عليه وما لا أوافق عليه في ذهني؛ فإنني بصدد البحث عن حكمة جديدة أو فكرة جديدة أو طريقة جديدة. ولقد اكتشفت أنني عندما أنوي أن أتعلّم؛ فإنني فعلاً أتعلّم. وبدلاً من أن أحدث نفسي أنني أعرف ذلك الأمر من قبل، فإنني أحاول أن أشحذ ذهني معتقداً بأنني مبتدىء.
وفعلاً لقد كانت النتائج مهمة ومؤثرة تماماً، وكان الخط البياني لتعليمي في ارتفاع، وصارت الاجتماعات متعة أستفيد منها أكبر فائدة. وطريقتي في هذا الصدد، هي أنني في الاجتماع على أي حال، فلماذا لا أقضي وقتي بأسلوب بنّاء أطبق مهارات الانفعال القيّمة بدلاً من الاستسلام للرغبات السالبة؟ واتباع هذه الطريقة سيجعل حياتي العملية أكثر أهمية وفاعلية.
*****
ريتشارد كارلسون.. من كتابه (لا تهتم بصغائر الأمور في العمل)، بتصرف.
نعيم الفارسي
25.11.2018
#استفد_من_الاجتماعات_المملة
#كتاب_لا_تهتم_بصغائر_الأمور_في_العمل
#ريتشارد_كارلسون
#كتب_قراءة_نعيم_الفارسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق