يروي الروائي (جون كويتزي) (١٩٤٠م-٠٠٠٠) في سيرته (أيام الصبا).. هذه القصة التي حدثت له وهو صغير مع أمه، فيقول (بتصرف):
"كان سيرك (بوسويل) يقام مرة في السنة في مدينة (ووستر) بجنوب إفريقيا. وكان جميع تلاميذ صفي يذهبون إليه. ولأسبوع كامل لم يكن الحديث يدور إلا عن السيرك.
وكانت أمي قد هيأت لنذهب أنا وهي وأخي الأصغر. أما أبي فكان مشغولاً بلعبة الكريكت. لكن أمي صُدمت عندما علمت أن رسم الدخول أعلى من أسعار بعد ظهر أيام السبت. ولم يكن معها مبلغ كافٍ، فاشترتْ تذكرتين لي ولأخي، وقالت لنا: "ادخلا وسأنتظركما هنا"، لكني لم أشأ أن أدخل، إلا أنها أصرّت على ذلك.
وفي داخل السيرك تملكني شعور بالتعاسة، ولم أستمتع بما أراه. وعندما خرجنا أنا وأخي في نهاية العرض، وجدنا أمي تقف هناك بانتظارنا. ولم أتمكن لأيام عديدة بعد ذلك أن أبعد الفكرة من رأسي: أمي التي تنتظر بفارغ الصبر تحت حرارة ديسمبر القائظة، بينما أنا جالس داخل خيمة السيرك مستمتعاً كملك.
لقد كان حب أمي الجامح الذي يتسم بالتضحية يزعجني ويؤرقني، وكنت أتمنى لو أنها لم تكن تحبني كل هذا الحب، فقد كان حبها مطلقاً، وعليّ أن يكون حبي لها مطلقاً، ولكن لم يكن بمقدوري أن أرد لها كل هذا الحُب الذي تغمرني به!!
*****
#إنها_الأم_وكفى
#جون_كويتزي
#كتاب_أيام_الصبا
#كتب_قراءة_نعيم_الفارسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق