الجمعة، 8 مارس 2019

(أوسكار وايلد).. بداية قوية ونهاية مؤلمة.. جون سي. ماكسويل

كان الكاتب الإنجليزي (أوسكار وايلد) (١٨٥٤-١٩٠٠م) رجلاً صاحب إمكانات عظيمة، إذ كان شاعراً، وكاتباً مسرحياً، وقصّاصاً، وناقداً. وحصل على كثير من المنح، وتلقى تعليمه في أفضل المدارس البريطانية. وتفوق في اليونانية، وحصل على الميدالية الذهبية من جامعة (ترنيتي) تقديراً لدراساته. وحصل على جائزة (نيودجيت). وتم تكريمه في (أكسفورد). وذاعت شهرة مسرحياته، وجنى مالاً وفيراً، وكان مصدر فخر (لندن). وبدت موهبته غير محدودة. وقد علقت الكاتبة (كارين كينيون) عن (أوسكار) ملقبة إياه (أكثر كُتّابنا جدارة بالاستشهاد بعد شكسبير). ومع ذلك فقد كان (أوسكار وايلد) محطماً حزيناً في نهاية حياته، بسبب عيشه المستهتر الذي أودى به إلى السجن، وقد قال عن نفسه:
"لابد أن أعترف لنفسي بأنني دمرت نفسي، وأن العظيم أو الدنيء على حد سواء لا يُدمره سوى صنيع نفسه. إنني على تمام الاستعداد لأن أعترف بهذا. وعلى الرغم من بشاعة ما فعله هذا العالم في حقي، إلا أن ما فعلته أنا في حق نفسي كان أبشع بمراحل.
لقد حباني الرب بكل شيء تقريباً. ولكنني تركت نفسي أسيرة إغواء نوبات الطمأنينة الحمقاء الحسية. وسليت نفسي بكوني شخصاً مرفهاً، شديد التألق، مولعاً بالموضة. وأحطت نفسي بالطبائع الأكثر خسة، والعقول الأكثر وضاعة. وصرت مبذراً لعبقريتي، وطاب لي كثيراً أن أضيع شبابي الأبدي.
وبعد أن مللت الجلوس على القمة، انتقلت عمداً إلى الحضيض بحثاً عن شعور جديد. وصارت الرغبة في نهاية المطاف، مرضاً أو جنوناً، أو الاثنين معاً. وصرت لا أهتم لحياة الآخرين. وكنت أسعى للمتعة حيث كانت، وانتهت. ونسيت أن كل فعل بسيط في اليوم العادي إما يشكل شخصية المرء وإما يهدمها، وأنه عاجلاً أو آجلاً ما فعله المرء في الخفاء، سيصرخ المرء بسببه في العلن. وتوقفت عن التسيّد على نفسي. ولم أعد قائد سفينة روحي دون أن أدري. وسمحت للمتعة بأن تسيطر عليّ، وانتهى بي الأمر في مستنقع الخزي".
في الوقت الذي أستشعر فيه (وايلد) المصير الذي سيؤل إليه بسبب إهماله لأيامه، كان الأوان قد فات. لقد فقد عائلته وثروته واحترامه لذاته ورغبته في العيش. ومات مفلساً محطماً عن عمر يناهز ٤٦ عاماً.
النجاح هو الاستمرار على فعل عادات النجاح التي أدت إلى نجاحك وعدم تركها. كما أن النجاح يبنى يومياً عبر خطوات صغيرة، فإذا أضعت يومك، فقد أضعت غدك. يقول (بنجامين فرانكلين): "إن اليوم الحاضر له ضعف قيمة الغد الآتي. وما سأكون عليه في المستقبل، أعيشه الآن".
******
(جون سي. ماكسويل)، من كتابه (لليوم أهميته)، بتصرف.
نعيم الفارسي
09.03.2019
#أوسكار_وايلد
#كتاب_لليوم_أهميته
#جون_سي_ماكسويل

#كتب_قراءة_نعيم_الفارسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق