بعد تأمل في الحياة، وجدت أن الإنسان إن أراد أن ينعم بالعيش الهانىء والحياة الكريمة وراحة البال، لا بد أن يتصالح مع خمسة أمور، وبدون التصالح معها ستستحيل حياته تعاسةً وشقاء:
أولاً: تصالح مع الماضي. ومن منا من أُعفي من خسارة مادية؟ ومن منا من لم يتعثّر في طريق؟ ومن منا لم يرتكب حماقات؟ ومن منا لم يُخذل من صديق؟ ومن منا لم يفقد حبيباً؟ في علم النفس هناك ما يُسمّى بـ (التقبّل الاجتماعي)، ويعني أن تتقبّل كل ما حدث على أنه أمرٌ قُدّر عليك، ولا خيار لك في تعديل تفاصيله. فكم من شخص يتقلب حسرة قد أسهرته الذكريات المؤلمة؟! تعامل مع كل ما مضى بنظام، أمرٌ كُتب عليّ وانتهى أمره، فلم يعد ملكاً لي، الذي أملكه هو اليوم وسأركز عليه.
ثانياً: تصالح مع وضعك الحالي. تصالح مع جنسيتك، مع قبيلتك، مع وضعك الاجتماعي، تصالح مع طولك، مع وزنك، مع لون بشرتك. احذر أن تكره شيئاً فيك، فهذا يعني أنه بداية لكره الذات، وخذها قاعدة: ما يمكنك تحسينه، اجتهد على تحسينه، وما لا يمكنك، فاقبل به وأحبّه.
ثالثاً: تصالح مع عيوبك. نحن بشر ناقصون، فجزماً لنا جميعاً عيوب، ونقاط ضعف؛ لذا قرّ عيناً، واقبله مع العمل على ما يمكن تعديله، لكن! ثق أنك لن تصل إلى درجة الكمال، لا تُعذّب نفسك بالمقارنة مع غيرك، حدّث نفسك دائماً على أنك شخص جيّد بما يكفي لأن تنجح وتسعد.
رابعاً: تصالح مع العداوات والأعداء. فلا تخض أي معركة مع أي شخص، وتذكر أن من أقوى مظاهر التصالح مع الخصوم هو تجاهلهم وعدم الانصياع لاستدراجهم، لخوض المعارك. وتذكر بأن الحياة قصيرة، فلا تجعل من كل موقف معركة حياة أو موت، لأنك لو فعلت، فستموت كثيراً ولو انتصرت!
خامساً: تصالح مع مشاكلك. بأن تكون رابط الجأش، ساكن الروح، لا جزع ولا تهور، فحدوث المشكلات ليست نهاية الحياة. تصالح معها بأن تكون متأنياً، لا عجلة ولا اندفاع، بل تأمل وأحسن اختيار الحلول. تصالح مع مشاكلك بعدم الهروب منها، بل بمواجهتها وتلمس الحلول.
******
د. خالد المنيف من كتابه (كبّر دماغك)، بتصرف.
نعيم الفارسي
29.06.2019
#خمسة_أمور_يجب_أن_تتصالح_معها
#خالد_المنيف
#كبر_دماغك
#نعيم_الفارسي
#كتب_قراءة
الحصول على Outlook لـ iOS
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق