*****
يقول الكاتب والإعلامي (ياسر حارب) في مقاله الأخير (هل العالم تافه): "شاهدتُ لقاءً تلفزيونياً جمع طه حسين مع مجموعة منأساتذة الأدب والفلسفة في مصر، كنجيب محفوظ ويوسف السباعي وعبدالرحمن بدوي، فقال لهم في ثنايا الحديث: «أتمنى من الكُتابالجدد أن يقرؤوا بمقدار ما يكتبون، وأن يقرؤوا قبل أن يكتبوا. وآخُذُ عليهم أنهم قليلو القراءة جداً، ولا يحبون أن يتعمقوا شيئاً".ونصحت الروائية الأمريكية (جينيفر إيغان) (١٩٦٢-٠٠٠٠) أي روائي مبتدىء قائلة: "اقرأ كتب من المستوى الذي ترغب بكتابته.القراءة هي قوت الكتابة". وقال الكاتب البحريني (حسن مدن): "كثيرٌ من الشبان والشابات غالباً ما يطرحون السؤال التالي: كيفبوسعنا أن نُصبح كُتّاباً؟ والنصيحة الذهبية التي يجب أن تُوجّه لهؤلاء الشباب: 'عليكم بالقراءة'، وقد أشار الباحث (محمد بوبكري) إلىأنّ المواهب الأدبية تُعلن عن نفسها بعد القراءة، فقبل القراءة تظل الموهبة كامنة". ونقل (حسن مدن) أيضاً قولاً يُنسب للروائيالكولومبي الشهير (جابريل ماركيز) أنهُ لا يفهم كيف يتجرأ شخص على كتابة رواية، من دون أن تكون لديه فكرة عامة حول الأعمالالأدبية التي تم إنتاجها خلال العشرة آلاف سنة الماضية!!
وكان المفكر سيّد قطب (١٩٠٦-١٩٦٦م) يقرأ كتاباً أو عشرة كتب أو عشرين كتاباً؛ ليكتب مقال بسيط يكون ذا قيمة للقارىء، كماذكر الدكتور صلاح الخالدي عنه.
وغيرها الكثير من الأمثلة التي تطول لو تتبعناها، والتي توضح أنه بدون قراءة واعية نهمة واسعة؛ لن ينتج الإنسان شيئاً ذا قيمة، ولنيُضيف شيئاً، فـ"الذي يُريد أن يكتب؛ عليه أن يجد وقتاً طويلاً للقراءة؛ فالكاتب العظيم هو قارىء عظيم"، كما قال المفكر د. محمدالأحمري.
فالقراءة، ثم القراءة، ثم القراءة كما قال المفكر الإسلامي (خالد محمد خالد)، وخصوصاً الكتب الجادة المُلهمة، وتحلّوا بالصبر ولاتستعجلوا في التأليف، حتى تلتهموا أفضل الروايات والسير الذاتية وكتب الفلسفة والتاريخ والفكر وغيرها.
*****
نعيم الفارسي
11.01.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق