في قصة نبي الله أيوب -عليه السلام- وما أصابه من البلاء، وما دعا ربّه في كشف ما نزل به، وما امتن الله به عليه في رفع البلاء، وما ضاعف له بعد صبره من النعماء؛ كل ذلك فيه درس للمؤمن بأن يكون أيوب -عليه السلام- قدوة له فيما يُصيبه من بلاء، وأنّ البلاء لم ينجُ منه الأنبياء؛ بل كانوا أشد الناس ابتلاء. فقد سُئل رسولنا محمد: أيُّ الناس أشدُّ بلاء؟ فقال: "الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل...".
فيظهر لنا أنّ البلاء لا يدل على الشقاء، وأن السعادة والشقاء في هذا العالم لا يترتبان على صالح الأعمال وسيئها؛ لأنّ الدنيا ليست دار جزاء؛ بل هي دار امتحان ومزرعة للآخرة، وأنّ عاقبة الصبر هي توفية الأجر، ومضاعفة البِر؛ فإن أيوب لمّا امتحن بما فقد من أهله ورزقه، وبما عاناه من آلام في جسده؛ صبر وشكر؛ فكان أن رحمه الله فأعاد له صحته وأعطاه أضعاف ما فقد من رزق وولد؛ ولذا قال الله عقب قصة أيوب: (وذكرى للعابدين)، أي: تذكرة لغيره من العابدين؛ ليصبروا كما صبر حتى يُثابوا كما أُثيب في الدنيا والآخرة؛ فإنهم إذا ذكروا بلاء أيوب وصبره، وهو أفضل أهل زمانه؛ وطّنوا أنفسهم على الصبر على شدائد الدنيا نحو ما فعل أيوب، فيكون هذا تنبيهاً لهم على إدامة العبادة واحتمال سوء الحال والشدة. هذا وإنّ الصبر هو خلق الأنبياء وسلاح المتقين والمُصلحين؛ وما نجح نبي ولا زعيم ولا مُصلح إلا به.
كتاب (مع الأنبياء في القرآن الكريم.. قصص ودروس وعِبر من حياتهم). عفيف عبدالفتاح طبّارة. بتصرف.
نعيم الفارسي
26.01.2018
#دروس_وعبر_من_قصة_أيوب_عليه_السلام
#عاقبة_الصبر_والابتلاء
#كتاب_مع_الأنبياء_في_القرآن_الكريم
#عفيف_عبدالفتاح_طبارة
#كتب_قراءة_نعيم_الفارسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق