الخميس، 18 يناير 2018

هل الأصل في العلاقة بين الناس: الحرب أم السلم؟ سلمان العودة

الأصل في العلاقة بين الناس كلهم، العدل والرحمة: (لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه). قال بعض شُرّاح الحديث: "المراد هنا الأخوة العامة، التي هي أخوة النسب البعيد العالي، ويدخل في ذلك الكفار؛ لأنهم إخوة في النسب، من جهة أن أبا الجميع هو آدم، ثم نوح، ثم إبراهيم". وقال (ابن العماد): "الأولى أن يُحمل على عموم الأخوة حتى يشمل الكافر؛ فيحب لأخيه الكافر ما يُحب لنفسه من الإسلام". وقد كان رسول الله يدعو لكفار قريش بالخير، ويُحبّه لهم، ويقول: (اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون).
ومما يؤكد أنّ المراد محبّة الخير للناس جميعاً لا فرق بين مسلم وكافر، قول الرسول: (أفضل الإيمان أن تُحب للناس ما تُحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك). (رواه أحمد). ولكن هذا إذا لم يكن الخير الذي يصيبهم مضرة للمسلمين، وإلا دخل في موالاة أعداء الله. فالمقصود بالأخوة ما هو أعم من أخوة الإسلام، ويكون المقصود من ذلك أن يُحب لأخيه في النسب العالي البعيد الهداية والاستقامة، وقد جاء في القرآن إطلاق الأخوة على هذا المعنى: (إذا قال لهم أخوهم نوحٌ ألا تتقون)؛ فإنّ هذه أخوة نسب وليست أخوة إيمان.
وفي قصة آدم -عليه السلام- وتسليم الملائكة، دليل على أنّ السلام هو التحية المشروعة بين الناس، والسلام الكامل: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، وهو مبذول لكل أحد بدءاً ورداً، ومثله البر والإحسان والإقساط لمن لم يتورط في حرب أو عدوان.
*****
د. سلمان العودة.. من كتابه (علّمني أبي.. مع آدم من الطين إلى الطين)، بتصرف.
نعيم الفارسي
19.01.2018
#أصل_العلاقة_بين_الناس_السلم
#د_سلمان_فهد_العودة
#كتاب_علمني_أبي

#كتب_قراءة_نعيم_الفارسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق