شتم رجلٌ الصحابي أبا ذر -رضي الله عنه-، فقال له أبا ذر: "يا هذا لا تغرقن في شتمنا، ودع للصلح موضعاً، فإنا لا نُكافىء من عصى الله فينا، بأكثر من أن نُطيع الله فيه".
هذا الجواب الحكيم يصلح أن يكون قاعدة من قواعد الأدب والتعامل مع الناس، خاصة ممن يصدر منهم ألوان من الجهل والسفه، فإن من تأمل وجد أن الابتلاء بهذا النوع من الناس، هو نوع من التربية العملية على قول الله: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامً)، (وإذا سمعوا اللغوا أعرضوا عن وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين).
وإلا فما يصنع العاقل مع السفهاء والجُهّال؟ أيجاريهم؟ أم يبادلهم الشتم بمثله؟
وما أحوج الإخوة الذين دخلوا مواقع التواصل الاجتماعي إلى استشعار هذا المعنى جيداً، فإن التجربة دلّت على أن سوق السفهاء وقليلي الأدب رائجة في أمثال هذه المواقع، وقد يتعرض الإنسان العادي -فضلاً عن الداعية والعالم- إلى ألوان من السفه والحماقة.
وجديرٌ بأمثال هؤلاء أن يتمثلوا نصيحة أبا ذر، وهدي القرآن والنبي، وهدي السلف، ومن ذلك: أن رجلاً شتم الإمام الشعبي، فقال له الشعبي: "إن كنت ما قلت فغفر الله لي، وإن لم أكن كما قلت فغفر الله لك".
وما أجمل كلمة (أبا ذر) حين قال: "فإنا لا نكافىء من عصى الله فينا بأكثر من أن نُطيع الله فيه"، فالسفيه بشتمه وإقذاعه، قد عصى الله في ظلم أخيه المسلم وبهته، فلا أجمل من أن أطيع الله فيه، بتمثل الأخلاق الحسنة، بالحلم والصبر، والرحمة لهذا النوع من الناس.
والقاعدة الهامة هي: ينبغي أن يعامل الإنسان الناس بأخلاقه هو لا بأخلاقهم، وإلا كان مع الوقت مجمعاً للرذائل.
د. عمر المقبل، من كتابه (مجالس التذكير.. فصول إيمانية تربوية)، بتصرف يسير.
نعيم الفارسي
06.11.2018
#الإغراق_في_الشتم
#عمر_المقبل
#كتاب_مجالس_التذكير
#كتب_قراءة_نعيم_الفارسي
تدوينه تحوي محتوى مهم ، إستمر بالتدوين
ردحذفشكرا لك أخي العزيز على المرور الجميل. بإذن الله
حذف