يعيش الكثير من الناس منتظرين إحالتهم إلى المعاش، ويفكرون في كم ستكون الحياة رائعة بدون عبء العمل اليومي خارج المنزل. ويبالغ بعض الأشخاص في عدد السنين والشهور التي تسبق بلوغهم سن التقاعد. ومن الشائع أن بعض الأشخاص يؤجلون الفرحة وراحة البال والرضا إلى ما بعد التقاعد، وهم ينتظرون كما لو أنهم يقضون فترة عقوبة وينتظرون بفارغ الصبر الحصول على حريتهم.
وكثيراً من هؤلاء الذين ينتظرون التقاعد، يتوقعون أن الحياة ستكون أفضل مما هي عليه الآن. ودائماً ما نجد أن أحلام اليقظة والحوارات مع الزملاء، تؤكد التوقع بأن يوماً من الأيام سيكون أفضل من الآن. فعندما تصل إلى التقاعد، سيكون عندك أموال أكثر وحرية أكثر ووقت للسفر.
لكن التفكير بأن يوماً سيكون أفضل، هي طريقة مضمونة لإعداد نفسك لمهنة شاقة وطويلة. فبدلا من الاستمتاع بكل يوم تعيشه، وتكون منفتحاً على تحديات وفرص جديدة، تختار أن تؤدي العمل بدون اهتمام وتعيش على وتيرة واحدة وتأسف على حياتك.
فمن الأفضل أن تستيقظ كل صباح وتقول لنفسك: "إن اليوم هو أول يوم من الأيام الباقية في حياتي"، وخذ قراراً بأن تحترم حياتك من خلال بذل أفضل ما بوسعك، وذكر نفسك أن كل الأيام مثل بعضها، وأن اليوم هو يوم مهم مثل أي يوم ستعيشه عندما تحال إلى التقاعد. فثمة شيء غريب يحدث عندما نؤجل إحساسنا بالسعادة إلى يوم آخر، فكأننا نتدرب كيف نكون غير سعداء، فعندما نقول لأنفسنا أننا سنكون سعداء بعد بلوغنا سن التقاعد، فإن ما نقوله حقيقة هو أن حياتنا ليست سعيدة الآن. وعلينا أن ننتظر حتى تتغير ظروفنا ونصل إلى التقاعد، وسنعشر حينها بالرضا.
ولكن عندما يأتي أول يوم من التقاعد، نواجه نفس المشكلة، ولن تتغير حياتنا، لأن عاداتنا القديمة ستكون معنا، وليس بسهولة أن نتخلى عنها مع بداية أول يوم في التقاعد، فمن السخرية أن نعتقد في لحظة واحدة عندما يبدأ التقاعد، أننا سنبدأ التفكير بطريقة مختلفة، أبداً لن يحدث ذلك.
والحل الأمثل لهذه المشكلة، أن تكون سعيداً الآن، أن تؤدي عملك بنجاح. وأن ترى هذا العمل كمغامرة لكي تكون مبدعاً ومتأملاً. مارس هذا النوع من التفكير المتفائل والصحي يوماً بيوم، وإذا فعلت ذلك، فعندما يأتي التقاعد، ستعرف سر السعادة: وعي أنه ليس هناك طريق لها، إن السعادة هي الطريق وستكون طبيعتك الثانية.
*****
ريتشارد كارلسون.. من كتابه (لا تهتم بصغائر الأمور في العمل)، بتصرف.
نعيم الفارسي
26.01.2019
#عش_سعيداً_قبل_التقاعد_وبعده
#كتاب_لا_تهتم_بصغائر_الأمور_في_العمل
#ريتشارد_كارلسون
#كتب_قراءة_نعيم_الفارسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق