الأحد، 29 أكتوبر 2017

الجبّار يجبر قلوب عباده.. علي الفيفي

هل هشّمتك الظروف؟ وتواطأت ضدّك الكروب؟ وتكالبت عليك الأزمات؟ هل غيّر الفقر ملامحك؟ وأجدبت الأمراض حقولك؟
روحك المنكسرة، قلبّك المُهشّم، أنفاسك الضعيفة، تحتاج إلى من يجبر التهشّم والضعف والانكسار؟ وليس لك إلا اللجوء إلى الله سبحانه، فمن أسمائه: (الجبّار)، ومن معاني (الجبّار): أنه يجبر أجساد وقلوب عباده.
فهو سبحانه علِم أن كسوراً ستعتري عباده في أبدانهم وقلوبهم وحياتهم؛ لذلك تولى سبحانه جبرها برحمته، وسمّى نفسه بالجبّار؛ ليُعلّم عباده أنهُ هو القادر على جبرها؛ فليجئون إليه.
يقول  صاحبي: رأيتُ عجوزاً تدفع عربة بقرب الحرم مليئة بالحاجيّات، كانت السنوات قد شقّقت جلدها بما فيه الكفاية، رأى فيها أمّه؛ فبكى كل شيء فيه، وأخرج كل ما في جيبه ودسّه في يدها، ونفسه تكاد تسقط من الحزن عليها. لم يمضِ الشهر إلا وأضخم مبلغ يحصل عليه في حياته مودع في حسابه البنكي!
لن يدعك الله سبحانه تجبر كسور الضعفاء؛ ثم لا يشكرك، فهو الشكور الحميد.
إذا طرقوا أبواب الملوك؛ فأطرق أنت باب الملك الأعظم..
إذا وقفوا بذل ساحة أمير؛ فقف أنت بساحة الإله الأكرم..
إذا سافروا من مستشفى إلى مستشفى؛ فقم بالليل وقل: يا الله.
بيده مفاتيح الفرج، الشفاء، الغِنى، السعادة، الرضا، الراحة: (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه). إلجأ إليه وسيجبر ضعفك، ويشافيك، ويرزقك.
علي الفيفي.. من كتابه (لأنك الله)، بتصرف.
أبو نور
30.10.2017
#الجبّار_يجبر_قلوب_عباده
#كتاب_لأنك_الله
#علي_الفيفي

#كتب_قراءة_نعيم_الفارسي

الخميس، 26 أكتوبر 2017

سيعود الإنسان إلى الدين.. محمّد قطب

يقول المفكر الإسلامي (محمّد قطب) (١٩١٩-٢٠١٤مرحمه الله في كتابه (مغالطاتالذي صدر عام ٢٠٠٦م (بتصرف): "في عام ١٩٦٥م أصدرتُ كتاباً بعنوان (جاهليةالقرن العشرين)، تحدثت فيه عن مظاهر الجاهلية السائدة في هذا العالم الذي لا يحكم بما أنزل الله، ويرفض أن يرجع إلى حكم الله في شأن من شئون الحياة الدنيا، وتوقّعت -فيالفصل الأخير من الكتابأن يعود الناس في النهاية إلى الله، وكان مما قلته: 'هذا الشقاء الذريع الذي تُقدّسه البشرية تحت وطأة الجاهلية الحاكمة في كل الأرض، هذا العذاب القاتلالذي يصوغ حياة الناس، هذا القلق المدمر للأعصاب، هذا الفساد الذي يوقع المظالم بالناسفي السياسة والاقتصاد والاجتماع والأخلاق وعلاقات الجنسين والفن وكل شيء.. هذابذاته عامل من العوامل التي ستعيد الإنسان إلى اللهسيعود الإنسان إلى اللهسيعود شديد الإيمانفبقدر الكفر الحالي.. بقدر عذابات الناس.. وبقدر ظلام الطاغوت؛ سيكون النور!وبشائر هذا النور بادية في الظلمات، وغداً يشرق دين الله، وسواء أبصرناه بأعيينا في العمر المحدود، أم كان غداً في جيل آخر.. سيعود الإنسان إلى الله!'.
واليوم (٢٠٠٦م)، بعد مضي هذه السنوات الطوال (أكثر من ٤١ سنة)، ما زلت أردد ما قلته بالأمس؛ ولكن باقتناع أكثر، ويقين أكثرففي تلك السنوات الطويلة بالنسبة لعمرالفرد، ولكنها قصيرة في عمر الأمم والشعوب، حدثت تحولات كثيرة في حياة الناسمن ناحيةزادت المظالم في السياسة الدولية، وانكشف المستور، من سعي أمة بعينها(أمريكاإلى السيطرة على العالم كله بالإرهاب الحربي والإرهاب الاقتصادي والإرهاب السياسي والإرهاب العلمي والإرهاب التكنولوجي، ومن ورائها سيطرة اليهودومنناحية أخرى، زاد الفساد والفجور في الأرض إلى درجة لم يسبق لها مثيل في التاريخ، وتبجّح الفساد فطالب بمنحة شرعية، في مؤتمرات داعرة تقام تحت راية (الأمم المتحدة)،وتهديدات من هيئة الأمم بإصدار (قرارات حرمانلمن يستعصي على هذا الفساد، ويرفض أن يحميه أو ينخرط فيه!
ومع ذلك، فسيرجع الناس إلى اللهلأن الدين فطرةففي فطرة الإنسان أن يتوجه إلى الخالق ويعبده؛ فإذا شردت الفطرة زمناً، وإذا فسدت فطرة جيل من أجيال البشر أو أُفسدت؛فليس يترتب على ذلك بالضرورة أن يستمر الشرود، أو يستمر الفساد.
ثم إن الدين -وحدههو الذي يجيب على أسئلة الفطرةمن أين جئنا؟ وإلى أين نذهب بعد الموت؟ ولماذ نعيش؟ وكيف نعيش؟ وهي أسئلة تلح على الفطرة بوعي أو بغير وعي،وتبحث عن الإجابة، وإن لم تتلقَ إجابة واضحة تطمئن لها النفس؛ فإنها تسبب القلق والاضطرابات النفسية والعصبية، وقد تؤدي إلى الجنون والانتحاروالترف والفسوق والفجوروالانغماس في الشهوات، قد يشغل الفطرة زمناً، فتذهل عن أسئلتها، ولا تبحث بوعيها عن الإجابة؛ ولكن ذلك ينعكس في اللاوعي في الأعماق، فيظهر في صورة قلق نفسي، أواضطراب عصبي، يلجأ صاحبه للهروب منه إلى الخمر والمخدرات أو يلجأ إلى الجريمة!
والدين -وحدههو الذي يُجيب على أسئلة الفطرة، الإجابة التي تطمئن لها القلوبويملؤني اليقين بأن المستقبل للإسلام: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره علىالدين كله وكفى بالله شهيداً). وسيحدث هذا لا محالة في يوم من أيام المستقبل، الذي أراه قريباً، ويراه الكثيرون بعيداً: (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)".
أبو نور
27.10.2017
#سيعود_الإنسان_إلى_الله
#كتاب_مغالطات
#محمد_قطب
#كتب_قراءة_نعيم_الفارسي