الاثنين، 23 أكتوبر 2017

جالس الصالحين.. راغب السرجاني

من السهل جداً أن تنتقل أخلاق الصاحب إلى صاحبه؛ فالمعايشة والمجالسة وطول الحوار، تؤدي إلى تطبّع الإنسان بأخلاق من يُصاحبه، وقد يحدث هذا بشكل متدرج، فلا يلحظ المرء التغيير على نفسه؛ ومن ثم لا بُد أن يكون الإنسان حذراً في اختيار جلسائه؛ لذا كان من سنة رسول الله أمر المسلمين بانتقاء من يُصاحبون أو يُجالسون؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل). (صححه الألباني).
وقد نبّه رسول الله في هذا الحديث  إلى أن التغيير في حياة الإنسان نتيجة المصاحبة، سيصل إلى تغيير في الدين، وهو أمر خطير كما هو معلوم، حتى المجالسة السريعة البسيطة، قد تُحدث أثراً؛ فعن أبي موسى قال، قال رسول الله: (مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كمثل صاحب المسك وكير الحداد، لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه، أو تجد ريحه، وكير الحداد يُحرق بدنك، أو ثوبك، أو تجد منه ريحاً خبيثة). (البخاري).
لهذا كان من سـنّة رسول الله مجالسة الصالحين، ومصاحبة المؤمنين، بل الحرص على بروز التقوى فيمن تدعوهم إلى دخول بيتك والأكل من طعامك؛ فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله: (لا تُصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي). (حسنه الألباني).
فهذه سُنن تحفظ لنا ديننا، وتُعيننا على الطاعة، فليحرص كلٌ منا على انتقاء جلسائه، ونسأل الله الهداية لنا أجمعين.
ولا تنسوا شعارنا: (وإن تُطيعوه تهتدوا). (النور:٥٤).
د. راغب السرجاني.. من كتابه (٣٥٤ سُنة نبوية.. وسائل وطرق عملية). بتصرف.
أبو سيف
20.10.2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق