الاثنين، 25 سبتمبر 2017

كل شيء بقضاءٍ وقدر.. عابدة العظم

إنّ الخوف مما ستأتي به الأيام؛ أمرٌ جالبٌ للهم، وهو من العبث الذي لا طائل له؛ فالمستقبل مجهول وليس بالإمكان معرفة ما يحمله، ولو عُرف لا يُمكن دفعه، ولا بد أنهُ يحمل أتراحاً ولكنهُ يحمل أيضاً أفراحاً، وقد تكون الأتراح من نوع لا نخاف منه، وقد تكون مما يُمكننا احتماله والصبر عليه.
فينبغي -إذن- على الإنسان ألا يجزع وألا يخاف من المصائب، وكيف يجزع ويخاف وهو يعرف ويوقن أنّ كل شيء بيد الله!. والمؤمن الفاهم يتخذ الأسباب التي تمنع عنه الشقاء والأسقام وسائر المصائب؛ ثم يتوكل على الله ويُسلم كافة الأمور إليه، وينام قرير العين.
قال تعالى: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم). (الحديد). قال (القرطبي) في تفسير هذه الآية: "قالوا: قد علم الله أيام المرض والصحة، فلو حرص الخلق على تقليل ذلك أو زيادته، ما قدروا؛ فالكل مكتوب مُقدّر لا مدفع له، وعلل سبحانه بذلك: لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من الرزق في الدنيا؛ فإنه لم يُقدّر لكم، ولو قُدّر لكم لم يَفُتكم، وكذلك لكي لا تفرحوا بما آتاكم من الدنيا، (ولن يجد أحدكم طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليُخطئه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبه)".
فالمسلم الحق يعلم علم اليقين أن هناك أشياء خارجة عن إرادته ولا يملك دفعها أو تغييرها؛ لكنه يعلم أن ما قُدر له منها سَتُصيبه، وما لم يُقدر له منها؛ فلن تُصيبة؛ لذلك لا يخشى الحوادث ولا الأمراض ولا المصائب، ولا يخاف من المستقبل. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من سعادة ابن آدم: رضاهُ بما قَضى الله له. ومن شقاوة ابن آدم: تركه استخارة الله. ومن شقاوة ابن آدم: سخطه بما قضى الله له). (الترمذي).
أ. عابدة العظم.. من كتابها (وداعاً للهموم والأحزان.. علاج مضاد للقلق والاكتئاب)، بتصرف كثير.
أبو نور
18.04.2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق