أخبرني زميلي أنه كان مبتلى بالتدخين لسنوات طوال، ثم إنه تركه دون الحاجة إلى إبر خاصة، أو برنامج علاجي، أو مراجعة مستشفى.
صار زميلي بعد ذلك ينظر لأولئك المبتلين بالتدخين على أنهم منهزمون نفسياً، لا يستطيعون مقاومة رغباتهم الطفولية. استمر هذا الشعور في نفسه، بل كان يُفصح به لبعض أصدقائه المدخنين بين الحين والحين. وبعد مُضي ٧ أعوام على تركه التدخين؛ عاد زميلي ليمسك بالسيجارة من جديد، وليستنشق السم مرةً أخرى!!
يعترف صاحبنا أن سبب هذه العودة، هو أنه تطاول على أناس ابتلوا بالتدخين، بدل أن يحمد الله على العافية، ويمد يده إليهم بالنصح؛ فكانت عقوبته أن عاد للبلاء!
يقول الإمام (ابن القيم) في كتابه (الفروسية): "من ضحك من الناس، ضُحك منه، ومن عَيّر أخاهُ بعملٍ، ابتلي به ولا بد". هو دَين، احرص على عدم اقتراضه، حتى لا تُسدده في يوم من الأيام من صحتك، أو هدوء حالك، أو تمام خِلقتك؛ فتجد نفسك وقد صرت أنت الأضحوكة أو الأحدوثة!
وأهم قاعدة اجتماعية تقول: (لا تسخر من أحد). لا تجعل بؤس الآخرين متنفساً لروحك المأزومة، وتذكر مقولة (ابن مسعود) الشهيرة: (البلاء موكّل بالمنطق)؛ فاحفظ منطقك، تُحفظ من البلاء بإذن الله!
علي الفيفي.. من كتابه (سوار أُمي)، بتصرف كثير.
أبو سيف
19.05.2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق