الاثنين، 25 سبتمبر 2017

علاج القلق والشك.. علي الفيفي

جاني شك في أحد الزملاء أنهُ ينصب لي فخاً؛ فعشتُ في قلق، وصارت كلماته العفوية تتحول إلى رموز غير برئية، وبعد أسابيع من وجع الرأس؛ جلستُ مع نفسي وسألتها: هل في القرآن والسـنة دواء لهذا القلق القاتل، وحل لهذه المشكلة، حتى ارتاح؟!
فإذا بي أتوصل إلى هذه النصوص:
النص الأول: قول الله تعالى: (قل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا). (التوبة:٥١). فليس قلقي بمقدم ولا مؤخر شيئاً قد كتبه الله عليّ، فلماذا أُتعب نفسي في أمرٍ قد كتبه الله عليّ منذ ملايين السنين؟!
النص الثاني: قول الله تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إنّ بعض الظن إثم). (الحجرات:١٢). إذن ما دامت الأمور أمور شكوك وظنون في أخٍ مسلم ظاهره الصلاح؛ فهي إثم، والإثم لن يُفضي إلى خير أبداً. لحظتها بددت الشكوك وعاملته وفق ظاهره، وصرت أسمع كلماته على أنها كلمات، لا إبر مخدرة، تُخفي خلفها خططاً وأحابيل.
النص الثالث: (كان الرسول -صلى الله عليه وسلم يُعجبهُ الفأل). (البخاري). وكان -صلى الله عليه وسلم- يُحسن الظن بربه سبحانه الذي يقول: (أنا عند ظن عبدي بي). (رواه مسلم). فأحسنتُ الظن في زميلي هذا؛ ولحظتها زالت الأوهام والشكوك وزال القلق الذي نغص عليّ أيامي الماضية، ورأيت في وجه هذا الشخص جمالاً وبراءة لم أرها في الأسابيع الماضية.
ومضت الأشهر ولم أرَ من زميلي هذا إلا كل خير، وعلمتُ حينها أنّ الخير كل الخير في اتباع القرآن والسنة، وأكتشفت أن ذلك القلق الذي عشته؛ أسوأ من أي أمر قد يحدث، وأخطر من كل توقع سلبي قد يكون!
علي الفيفي.. من كتابه (سوار أُمي)، بتصرف.
أبو نور
26.04.2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق