الاثنين، 25 سبتمبر 2017

اهتموا بمن تُحبّون قبل أن يرحلوا عنكم.. علي الفيفي

لحظة الفقد من أصعب اللحظات على النفس، وفيها تكتشف كيف أن شخصاً ما، كان يعني لك الكثير. مع أنك في أيام وجوده، لم تكن تدرك ذلك. بعض الناس كالألوان، لا يمكن أن تعلم قيمتهم إلا  لحظة اختفائفهم، وتحوّل الحياة من حولك إلى اللون الرمادي القاتم.
يُخبرني صاحبي عن شيخ كهل من قرابته، ماتت زوجته التي عاش معها عقوداً من الزمن، ورزقه الله منها الذرية، فكان هذا الشيخ الكبير يعيش بعد موت زوجته في بيت ابنه الأكبر، وقد كان هو وزوجته بارين به. وذات صباح خرج الابن إلى العمل، وفي الطريق تذكّر شيئاً نسيه في البيت. فعاد على عجل، وصعد الدرج، فإذا بالمفاجأة! وجده أبوه جالس على درجة من الدرجات ويبكي! مؤثرة جداً دموع الكبار في السن! رقّ قلب الولد على والده، فاحتضنه، وأقامه من مكانه وأدخله الغرفة. ثم جلس بين يديه وسأله عن سبب بكائه؟ فقال الأب وهو يمسح دموعه: لقد اشتقت إلى أمكم! كانت في مثل هذا الوقت تصنع قهوتي، وتجلس معي لتتحدث! الآن صرتم تخرجون إلى أعمالكم وأبقى وحدي!
والدك، وإخوتك، وزوجتك، وأبناؤك.. ومن حولك.. هؤلاء هم ألوان حياتك، وأكسجين صباحاتك، وعطر زهورك. املأ ثغورهم ابتساماً، وأرواحهم سعادة؛ لأنّ حياتك بهم جنة، وستبكي على درجات سلم البؤس ساعة فراق أحدهم.
علي الفيفي.. من كتابه (سوار أُمي)، بتصرف.
أبو نور
22.04.2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق