الاثنين، 25 سبتمبر 2017

تقبّل حقيقة التغيّر.. ريتشارد كالسون

يعد التغير من الحقائق التي لا يمكن إنكارها، فهو يحدث بصفة مستمرة. فأجسامنا تتغير من الطفولة إلى الشباب إلى الهرم، وأطفالنا يكبرون، وعلاقاتنا الاجتماعية لا تبقى على حالٍ واحدٍ أبداً. وكذلك بيئة العمل والأسواق، حيث يتغير الاقتصاد كما يتغير الطقس، ويتغير جيراننا، وتتبدل ظروفنا. فلا شيء منزه عن التغير والتبدل، وإن كان هذا التغير قد يحدث أحياناً ببطء، وأحياناً أخرى بين عشية وضحاها.
كما أنه لا يمكن الهرب من التغير أبداً؛ ولذا فإن تقبّل التغير الذي يحدث لك؛ يعد أمراً في غاية الأهمية. فأنت عندما تتقبّل التغيرات التي تحدث لك في حياتك؛ فستكون بلا شك أقلّ انزعاجاً بحوادث الحياة. أما إذا لم تقبل هذه التغيرات؛ فما البديل، ولنفترض أنك قاومت وحاربت؛ فهل ستغير شيئاً؟! إنك لن تجني إلا المعاناة. ماذا لو رفضت -مثلاً- تقبل حقيقة تقدّمك في السن؟ هل سترجع عمرك الفائت؟!! لن تُغير هذه الحقيقة؛ بل ستكدر نفسك وتجلب الضيق لحياتك!
فليس لديك حال ما يحدث لك في حياتك من تغير، سوى خياران اثنان: إما أن تقبل هذا التغير بصدر رحب، أو تعاني وتتكدر مما لا سبيل لك لتغييره! والحل الأمثل هو تقبله، وتكييف حياتك وتغييرها وفقاً لهذا التغير.
والتغير ليس سيئاً دائماً، فلولا تغير الطقس بين سطوع شمس وهطول مطر؛ ما وجدت النباتات، ولو لم يكبر أولادنا؛ لما أصبح لديهم أولاد.
وتذكروا أن قبولنا لحقيقة التغير، وأنه واقع لا محالة، سواء شئنا أم أبينا؛ يجعلنا ننعم براحة البال، وطمأنينة النفس، وسعادة الروح.
د. ريتشارد كالسون.. من كتابه (لا تهتم بصغائر الأمور للرجال).. بتصرف.
أبو نور
14.05.2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق