~ عندما تشعر أن وجودك في هذه الدنيا هو معجزة إلهية، وأنّ حياتك هي الهبة العظيمة التي وهبها الله لك، وأنك إنسان فريد، وأن كل لحظة تمر عليك لن تتكرر، وكل ما يحيط من حولك من الخيرات والنعم، بدءاً من هذا الهواء الذي تتنفسه في هذه اللحظة، وما يجري من عجائب داخل جسدك، وفي أعماق نفسك وخاطرك، من العوالم والغوامض التي يصعب تخيلها. إذا شعرت بكل ذلك وأحسست به بوعي ويقظة حقيقية؛ فستغدو حينذاك شاكراً عظيماً لنعمة وجودك، وستعيش كل لحظة من حياتك وكأنها آخر لحظة، مستمتعاً فيها ومشاركاً في إعمار الكون مع كل كائنات الله، متصالحاً مع الموت عندما يحل عليك بلا خوف أو وجل.
وإذا تقبّلت فكرة الموت، وتعايشت مع حقيقة أنه قد ينقض عليك في أية لحظة؛ عندها فقط تكون على أتم الاستعداد للحياة. قال فيلسوف هندي ذات يوم: (عندما يتحتم عليك أن تقوم بأشياء هامة؛ فليكن الموت جالساً دوماً بقربك، فإن ذلك سيمنحك ما تحتاجه من قوة وشجاعة).
عِش حياتك بالكامل، ولكن تصالح مع الموت. إن الموت جزء من الحياة، وهما وجهان لنفس العملة، وكل منهما يكمل الآخر. فالموت مرحلة متطورة من الحياة، وهو رجوع للإنسان إلى وطنه الأصلي، وإن ما بعد الموت عوالم روحانية ومتع عظيمة، وعليك أن تُخبىء لنفسك أشياء سارة نظير عملك في دنياك؛ لتنعم بها ما بعد الموت.
الكاتب (مهدي الموسوي).. من كتابه (الرقص مع الحياة)، بتصرف.
أبو نور
28.06.2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق