لولا أن الله ركب في الأنثى مشاعر الأمومة الطاغية -ليس في بني البشر فقط؛ بل في كل المخلوقات- التي تجعلها حريصة على سلامة طفلها أكثر من حرصها على نفسها؛ لما كان يمكن للنوع الذي تنتمي له، أن يستمر، كان سينقرض حتماً..
كل المخلوقات تولد ضعيفة، هشة، غير قادرة على الاستمرار في البقاء على قيد الحياة؛ لولا الأم..
والأم تفعل ذلك.. لا.. لا تفعله فقط؛ بل تُكرس نفسها من أجل ذلك، تتغير حياتها لتتمحور حول ذلك. يحدث ذلك دون وعي تقريباً بالأمر. بدافع أقرب للفطرة والغريزة منه إلى أي شيء آخر..
عطاء الأمهات هو العطاء المجاني المضمون الذي لا يفكر بالمقابل.. تتنازل الأم عن حياتها، اهتماماتها، أولوياتها، كل ما كان مُهماً قبل أن تكون أماً، لتختصر حياتها في حماية ورعاية هذا المخلوق، هذا الكائن الذي يحتاج إلى هذا النوع من الرعاية لكي يستمر بالحياة.. لولا الأمومة لما كان يمكن للحياة أن تستمر على هذا الكوكب.. الأمومة هي استمرار الحياة.
د. أحمد خيري العمري.. من كتابه (طوفان محمد صلى الله عليه وسلم).. بتصرف.
أبو نور
29.11.2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق